اغلاق

النائب د. منصور عباس: مجتمعنا وطني بامتياز، وسيبقى. لكنه سئم الشعارات ويحتاج إلى حلول، ونحن عنوانه

WAZCAM, تم النشر 2021/01/15 15:28

النائب د. منصور عباس: مجتمعنا وطني بامتياز، وسيبقى. لكنه سئم الشعارات ويحتاج إلى حلول، ونحن عنوانه 

 

بعض الملاحظات عن أحداث الأيام الأخيرة:

 

أولًا: فيما يتعلق بتوجه الأحزاب الصهيونية للناخب العربي فهذا ليس بالأمر الجديد، حيث نراهم في كل انتخابات وهم يعيدون محاولة كسب الأصوات دون جدوى. لكن يروق للبعض تسويق الموضوع وكأنه مستحدث على مجتمعنا، وهذه محاولات بائسة هدفها تسجيل موقف لا أكثر. حان الوقت أن نعي كيف نخاطب عقل الناس وليس مشاعرها فقط، وأن نتعامل مع التحديات بالحجة لا بالعاطفة والتمويه. 

 

ثانيًا: فترة الانتخابات هي فترة قصيرة يخرج منها كل حزب مع سلة شعارات، لكن في النهاية ستنتهي الانتخابات وتنتهي معها العروض الشعبوية، ويبقى السؤال مطروحًا: ما الذي استفاده المواطن العربي من هذه الشعارات الرنانة؟ هل هذا ما يحتاجه؟ أم هناك حاجة ماسة لتغيير النهج والأسلوب كي يتغيّر حالنا؟ الشعبوية أسلوب نتنياهو المعروف في كل انتخابات، فهل نحن بحاجة للرد على كل شعبوي يحاول استفزازنا أم نحن بحاجة أن نثق بوطنية وانتماء أبناء مجتمعنا؟

 

ثالثًا: يتهمنا البعض بشعاراته باتهامات باطلة، وأنا أقول ببساطة: تعالوا نرى الفرق بين من يرفع شعار الوطنية وبين من يطبّقه فعلًا، بين حركة إسلامية تعمل على مدار السنة عملًا جبارًا في تثبيت الرباط من خلال مؤسساتها مثل جمعية الأقصى التي تطلق مئات الحافلات للمسجد الأقصى سنويًا، ومن خلال جمعية الإغاثة التي تكفل أكثر من 20 ألف يتيم، ومن خلال مشاريع صيانة الأوقاف والحفاظ عليها، ومعسكرات الرباط في النقب، وغيرها من عشرات المشاريع الوطنية والاجتماعية. ما تقوم به الحركة الإسلامية يراه ليبرمان ولا يخفى عن بينيت (مرفق منشورات)، لكن يغيب على ما يبدو عن جماعة الشعارات. 

 

رابعًا: القائمة العربية الموحدة هي مؤسسة في الحركة الإسلامية تعمل تحت إطار عمل واضح وهدف واضح، وهي مكلفة بالبحث عن طرق وحلول لقضايا مجتمعنا الحارقة دون التنازل عن الثوابت، وتعمل تحت أعين مجلس شورى يضع حدودًا واضحة لنطاق عملها. وأنا شخصيًا منصور عباس أقولها بكل بساطة: لا أشعر أنني بحاجة لإثبات وطنيتي لأحد ولا أبحث عن الشعبوية. ولا أدري لماذا أسمع دائمًا جماعة الشعارات يرددون شعارات الوطنية ويذكروننا بوطنيتهم، ربما هناك أسباب تغيب عنا.

 

خامسًا: يسألني البعض عن تجاهلي لاتهامات ليبرمان وبينيت فيما يتعلق بهجومه على شخصي وعلى الحركة الإسلامية بسبب ما تقوم به الحركة في المسجد الأقصى وبسبب الرقم القياسي لزيارات قياداتها للأسرى، وعلى هذا أقول: كان من السهل أن أكون شعبويًا وأستغل هذا الهجوم لتسجيل مكاسب سياسية، ولكني أعتقد أن هذا لا يصب بمصلحة مجتمعي وأنّ تجاهل أمثال هؤلاء يضر بهم أكثر. 

 

سادسًا: يروج البعض أنّ "نتنياهو ضحك على منصور" وأنه يسوّق خطة العنف وغيرها من الأمور متجاهلًا منصور، وأنا أقول ردًا على هذا: النتيجة هي ما تهمني، وأن تخرج هذه القرارات إلى حيز التنفيذ لمصلحة مجتمعنا. هذا ما يهمني شخصيًا، وأنا مستمر في مسيرة الخدمة والعطاء حتى يتم بعون الله تحقيق كافة مطالب مجتمعي. 

 

في النهاية أقول: حل مشاكلنا وهمومنا يكون بتصويتنا لحزب وطني له ثوابت وأصول وقيم عربية، ولكن على هذا الحزب أن يطرح نهجًا عمليًّا وليس نظريًّا شعبويًّا فقط، ويطبّقه ليخرج مجتمعنا من الحضيض الذي نحن فيه. وما كان غير ذلك فلا قيمة له ولا خير.

heightقد يهمك ايضا