اغلاق

اليوم قبل 92 عامًا: اعدام محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي في سجن عكا

WAZCAM, تم النشر 2022/06/17 10:18

 يصادف اليوم الـ17 من حزيران، الذكرى الـ92 لإعدام سلطات الانتداب البريطاني المناضلين الثلاثة محمد جمجوم، وفؤاد حجازي، وعطا الزير. ففي مثل هذا اليوم من عام 1930، تم إعدام الشهداء في سجن القلعة بمدينة عكا رغم الاستنكارات والاحتجاجات العربية.

وبدأت قصة المناضلين الثلاثة بعدما اعتقلت الشرطة البريطانية مجموعة من الشبان الفلسطينيين بعد اندلاع ثورة البراق، التي بدأت عندما نظم اليهود مظاهرة ضخمة في 14 آب/ أغسطس من عام 1929 لمناسبة ما أسموه ذكرى تدمير هيكل سليمان، أتبعوها في اليوم التالي بمظاهرة ضخمة في شوارع القدس، حتى وصلوا إلى حائط البراق، وهناك راحوا يرددون النشيد القومي الصهيوني، بالتزامن مع شتم المسلمين.

دفاعًا عن حائط البراق

وفي اليوم التالي، الجمعة 16/ آب الذي صادف ذكرى المولد النبوي الشريف، توافد المسلمون ومن ضمنهم الشهداء الثلاثة للدفاع عن حائط البراق، الذي بيت اليهود نيتهم للاستيلاء عليه، فوقعت صدامات عمت معظم فلسطين.

واعتقلت شرطة الانتداب في حينه 26 فلسطينيا ممن شاركوا في الدفاع عن حائط البراق، وحكمت عليهم جميعا بالإعدام في البداية، لينتهي الأمر بتخفيف هذه العقوبة عن 23 منهم إلى السجن المؤبد، مع الحفاظ على عقوبة الإعدام بحق الشهداء الثلاثة محمد جمجوم، وفؤاد حجازي، وعطا الزير.

وحددت سلطات الانتداب يوم 17 حزيران من عام 1930، موعدا لتنفيذ حكم الإعدام بحق هؤلاء الأبطال، في وقت تحدى فيه هؤلاء الشهداء الخوف من الموت.

 

لم يأبهوا بالموت

وكان محمد جمجوم يزاحم عطا الزير ليكون أول من يتم تنفيذ الحكم فيه غير آبه بالموت، وكان له ما أراد، أما عطا وهو الثالث، فطلب أن ينفذ حكم الإعدام به دون قيود، إلا أن طلبه رفض فحطم قيده وتقدم نحو حبل المشنقة رافعا رأسه.

والشهيد عطا الزير من مواليد مدينة الخليل، وعمل في مهن يدوية عدة واشتغل في الزراعة وعُرف عنه منذ صغره جرأته وقوته الجسدية، وشارك في المظاهرات التي شهدتها المدينة احتجاجا على هجرة الصهاينة إلى فلسطين.

أما الشهيد محمد خليل جمجوم المنحدر من مدينة الخليل، فقد تلقى دراسته الابتدائية فيها وعندما خرج إلى الحياة العامة عاش ظلم الانتداب، وعرف بمقاومته للصهاينة ورفضه للاحتلال كما العديدين من أبناء الخليل، فكان يتقدم المظاهرات احتجاجا على اغتصاب أراضي الفلسطينيين، وكانت مشاركته في الثورات دفاعا عن المسجد الأقصى ما جعل القوات البريطانية تقدم على اعتقاله.

وكان فؤاد حجازي أصغر الشهداء الثلاثة سنا وهو مولود في مدينة صفد، وتلقى دراسته الابتدائية والثانوية في الكلية الاسكتلندية، وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الأميركية في بيروت، وعرف منذ صغره بشجاعته وحبه لوطنه واندفاعه من أجل درء الخطر الصهيوني عنه، وشارك مشاركة فعالة في مدينته في الثورة التي عمت أنحاء فلسطين عقب أحداث الثورة.

 

 

 

رســالـة لــن تُـنـسى..

وسُمح للشهداء الثلاثة أن يكتبوا رسالة في اليوم السابق لموعد الإعدام، جاء فيها:

"الآن ونحن على أبواب الأبدية، مقدمين أرواحنا فداء للوطن المقدس، لفلسطين العزيزة، نتوجه بالرجاء إلى جميع الفلسطينيين، ألا تُنسى دماؤنا المهراقة وأرواحنا التي سترفرف في سماء هذه البلاد المحبوبة، وأن نتذكر أننا قدمنا عن طيبة خاطر، أنفسنا وجماجمنا لتكون أساسا لبناء استقلال أمتنا وحريتها وأن تبقى الأمة مثابرة على اتحادها وجهادها في سبيل خلاص فلسطين من الأعداء، وأن تحتفظ بأراضيها فلا تبيع للأعداء منها شبرا واحدا، وألا تهون عزيمتها وألا يضعفها التهديد والوعيد، وأن تكافح حتى تنال الظفر".

"لنا في آخر حياتنا رجاء إلى ملوك وأمراء العرب والمسلمين في أنحاء المعمورة، ألا يثقوا بالأجانب وسياستهم وليعلموا ما قال الشاعر بهذا المعنى (ويروغ منك كما يروغ الثعلب)".

 

الثلاثاء الحمراء – قصيدة إبراهيم طوقان

وخلد الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان في قصيدته (الثلاثاء الحمراء)، الشهداء الثلاثة، ومطلعها:

لما تعرض نجمك المنحوس ... وترنحت بعرى الحبال كؤوس

ناح الأذان وأعول الناقوس ... فالليل أكدر والنهار عبوس

طفقت تثور عواصف وعواطف... والموت حيناً طائف أو خائف

 

والمعول الأبدي يمعن في الثرى... ليردهم في قلبها المتحجر

 

قصيدة نوح إبراهيم.. من سجن عكا طلعت جنازة

وقد قدم الشاعر الشعبي نوح ابراهيم مرثية للمحكومين الثلاثة وقد غنتها فرقة العاشقين ما زالت تردد في كل بقاع فلسطين، وكلماتها:

 

من سجن عكا طلعت جنازة.. محمد جمجوم وفؤاد حجازي

جازي عليهم يا شعبي جازي.. المندوب السامي وربعه عموما

 

محمد جمجوم ومع عطا.. الزير فؤاد الحجازي عز الدخيرة

أنظر المقدم والتقاديري.. بحْكام الظالم تـَـيعدمونا

 

ويقول محمد أنا أولكم.. خوفي يا عطا أشرب حصرتكم

ويقول حجازي أنا أولكم.. ما نهاب الردى ولا المنونا

 

أمي الحنونة بالصوت تنادي.. ضاقت عليها كل البلادي

نادوا فؤاد مهجة فؤادِ.. قبل نتفرق تيودعونا

 

بنده عطا من وراء البابِ.. أختو تستنظر منو الجوابِ

عطا يا عطا زين الشبابِ.. يهجم عالعسكر ولا يهابونَ

 

خيي يا يوسف وصاتك أمي.. أوعي يا أختي بعدي تنهمي

لأجل هالوطن ضحيت بدمي.. كُلو لعيونك يا فلسطينا

 

ثلاثة ماتوا موت الأسودِ.. جودي يا أمة بالعطا جودي

علشان هالوطن بالروح جودي.. كرمل حريتو يعلقونا

 

نادى المنادي يا ناس إضرابِ.. يوم الثلاثا شنق الشبابِ

أهل الشجاعة عطا وفؤادِ.. ما يهابوا الردى ولا المنونا

 

heightقد يهمك ايضا