في عام ١٩٦٠م ، توقفت مجلة الثقافة الوطنية اللبنانية عن الصدور؛ بسبب ما كانت تعانيه المنطقة العربية من أزمات آنذاك، لتبرز مجلة الطريق اللبنانية، برئاسة تحرير حسين مروة، ومحمد دكروب، لتسلك طريق النضال الوطني والتقدمي.
وفى ظل نكسة عام ١٩٦٧م، كان على "الطريق اللبنانية" أن تستقدم الشعراء العرب ؛ لتربط بين الثقافة ونضال الشعوب العربية للتخلص من الاحتلال الإسرائيلي ليبرز اسم الشاعر محمود درويش، ومعه رفقائه من الشعراء سميح القاسم، وتوفيق زياد، وجبران سالم، وفتحى قاسم، وغيرهم من الشعراء العرب.
محمود درويش برفقة الأبنودي وصافيناز كاظم في شوارع الغورية - القاهرة
نشرت "الطريق" قصائد لشعراء المقاومة، ونشرت لمحمود درويش قصيدة يقول فى إحدى مقاطعها:
بائعات الورد يلعن الظهيرة والمقاهي خالية
ويدي تسقط من غصن الضفيرة مثل عصفور غريب
وقد نشرت الطريق حوارًا مع محمود درويش، حيث أكد أن عدوان يونيو ١٩٦٧م، لم يكن مفاجأة فكرية ووجدانية له، ولم تحطم النكسة قيمه، ومن الخير أنها فعلت بالكثيرين من الشعراء العرب خارج بلادي، لم أكن جالسًا على برج حمام لكي تقنعني بمثل هذا الدليل الفادح على ضرورة النزول إلى الشارع، لكن النكسة كانت مكاشفة جارحة، وأضافت لمن لم يصدق حتى ذلك الحين برهانًا جديدًا على ضرورة ممارسة العمل والفكر الثوريين، وعلى أن الأدب ليس سلعة ومتعة، وهذا ما كنا نؤمن به حتى النخاع قولاً وعملاً، ومازلنا بعد حزيران أشد إيمانًا.
ويضيف محمود درويش، أنه من الضروري أن يستفيد منها أولئك الذين سودوا أطنانًا من الورق ضد التزام الأديب بقضيته، ومن الموجع حقًا أن يحتاج أديب إلى مثل هذه الكارثة لاكتشاف ما يشبهه من البديهات.
محمود درويش برفقة الأبنودي وسميح القاسم
بعد مرور عامين على النكسة، وفى إبريل عام ١٩٦٩م، توجه القارئ السوري أحمد رفاعي، برسالة لمجلة "الطليعة"، بسؤال عن محمود درويش، وقال القارئ السوري:"إنني أعيش مع القضية الفلسطينية، ومع العنف الثوري الذي يفجره أبطالنا في أرض فلسطين المحتلة، وبما أن الأدباء الفلسطينيين وغيرهم من الأدباء العرب أخذوا يزكون نار المقاومة بكلماتهم الثائرة الصادقة، فقد أخذنا نحن الشباب نحيا الحوادث بكل جوارحنا، وشعر المقاومة الفلسطينية من داخل الأرض المحتلة له تأثير على قلوبنا، ومن الشعراء المحبين إلى قلوبنا الساكنين بأعماقنا، الشاعر المناضل محمود درويش، والآن أنا أقرأ بعض المجلات وأسمع من بعض الشباب المثقف عبارات تدين الشاعر محمود درويش؛ لذلك أنا أطلب منكم أن تجيبوني بمزيد من التفصيل عن الشاعر محمود درويش".
محمود درويش وحديث الصحافة العربية
أجابت "الطليعة" على تساؤلات القارئ السوري العربي أحمد رفاعي، مؤكدة أن الشاعر محمود درويش يقف في طليعة شعراء المعارضة للنظام الصهيوني العنصري في إسرائيل ، وقد تعرض مرارا للسجن والاعتقال والتعذيب من جانب سلطات الاحتلال الإسرائيلية، سواء لانتمائه لمنظمات ثورية ديمقراطية، كمنظمة الأرض، ثم حزب راكاح، أو لتنديده بالأساليب العنصرية والديكتاتورية لدولة الاغتصاب، فيما كتب من شعر ذاع أغلبه في أرجاء الوطن العربي، وقد اختار محمود درويش موقفه من النضال الفلسطيني على الأرض المحتلة، فكان لزامًا عليه أن يضحى بالكثير، وفى مقدمة هذه التضحيات أن تصطبغ هويته التي يحملها وجواز سفر بخاتم إسرائيلي، ولكن الهوية الحقيقية التي يحملها محمود درويش، هي تلك التي جاءت في مقدمة إحدى قصائده "سجل أنا عربي".
محمود درويش برفقة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات والحكيم جورج حبش
وأوضحت "الطليعة"، أن محمود درويش سافر إلى مهرجان الشباب بصوفيا، وقد كانت قصائده الوطنية تسري مسرى الدم في أمسيات الشعر، وهى القصائد الفلسطينية لحما ودما، وقد أصدر محمود درويش أربعة دواوين حتى الآن، أحدثها ديوان "آخر الليل"، وهو يواكب في شعره حركة التجديد الحديثة في الشعر العربي شكلا ومضمونا ، وتعد إنجازاته الشعرية الخالصة وبغض النظر عن قداسة القضية التي يحملها من المعالم البارزة في الشعر العربي الحديث يوميات اعتقال الرفقاء.
في إبريل عام 1969 م في ذات العام الذي شغل محمود درويش العالم العربي، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية الشاب الشاعر سميح القاسم، عضو حزب راكاح الحزب الشيوعي العربي اليهودي الذي يتزعمه مايرفلنر وتوفيق بطرس، والذي كان ينتمي له محمود درويش.
قالت "الطليعة"، إنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها سميح القاسم ابن الثلاثين سنة للقبض والسجن والتعذيب والمطاردة من جانب الحكومة الإسرائيلية فقد سبق وعانى مثله مثل زملائه محمود درويش، وتوفيق زياد، ومحمد خاص، وسالم جبران وغيرهم من الكتاب والشعراء المناضلين العرب من مرارة السجون الإسرائيلية أكثر من مرة، فضلا عن الطرد من العمل، وتحديد الإقامة الجبرية.
وصبيحة 5 يوليو من عام 1967م، شملت حملة الاعتقالات الواسعة التي شنتها الحكومة الإسرائيلية ضد مئات المناضلين العرب من الكتاب والشعراء والصحفيين والعمال خاصة من أعضاء حزب راكاح الذين يعادون الصهيونية ويناضلون من أجل تطهير البلاد منها باعتبارها رجعية عنصرية مرتبطة بالإمبريالية العالمية، وتسعى راكاح من أجل أخوة عربية يهودية دون تمييز أو تعصب ديني أو عنصري، لذلك ناضل الشعراء العرب المنضمون للحركة ضد الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل ضد البلاد العربية فى 5 يونيو 1967م.
وقد تم سجن سميح القاسم، حيث تعادى السلطات الإسرائيلية سميح القاسم لأكثر من سبب، بسبب أصوله الدرزية، حيث استطاع القاسم أن يشن حملة قوية ضد خطة الحكومة الإسرائيلية للتفرقة بين ما تسميه العرب والدروز لتشتيت قوى العرب وإثارة التفرقة بينهم يوميات القاهرة بين عامي 1970-1971م، حط محمود درويش رحاله في القاهرة، بعد رحلة عذاب في معتقلات السجون الإسرائيلية لتحتفظ الذاكرة التاريخية حتى الآن بصورة تجمعه مع رفيقه الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، والكاتبة الصحفية صافيناز كاظم، وهم يتجولون في حي الغورية.
كان الخال عبد الرحمن الأبنودى في أقصى اليمين ومعه سيجارة يدخنها مرتدياً بدلة سوداء في الصورة، وعلى اليسار محمود درويش مرتدياً اللون الأبيض، وينظر لصافيناز كاظم التي تتوسطهما، وتظهر ضحكة عريضة، وفى الخلفية سيدات مصريات بالملايات اللف.
واعترف الأبنودى في لقاءات تلفزيونية متعددة، أن رغبة محمود درويش كانت الاستقرار في منزله، إلا إنه استقر في فندق شيبرد بناء على طلب الحكومة المصرية التي استضافته وقامت برعايته، مضيفا أن علاقته بدرويش امتدت لسنوات عديدة، ووثقتها الصور الفوتوغرافية.
وصداقة الأبنودي ومحمود درويش، بدأت مع خروج درويش من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وقد قام درويش بأخذ رقم تليفون الأبنودى من مراسل "الأهرام" في موسكو من الصحفي عبد الملك خليل، وعند قدومه إلى مصر ومكوثه في فندق شيبرد، قام درويش بمحادثة الأبنودي فور وصوله.
يقول الخال عن المكالمة: قال لي في أول مكالمة، عايز أشوف القاهرة بعيونك، التقى الشاعران، ومعهما صافيناز كاظم، واختارا أن تكون الجولة في شوارع مصر القديمة، والحسين والغورية والأزهر، ووثقت اللحظة صورة لكادر مصري، وحولهم محلات أقمشة وملابس التقطت عام 1971، فكانت بداية عهد صداقة، استمر حتى وفاة درويش في أغسطس 2008.
وُلد الشاعر الكبير محمود درويش في 13 مارس من عام 1949م، وتوفى في مثل هذا اليوم 9 أغسطس من عام 2008م، بعد رحلة عطاء في الشعر، وفى المقاومة الفلسطينية من أجل وطنه، وقد أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن الحداد ثلاثة أيام حزنًا على رحيل الشاعر محمود درويش، وقد تم دفنه في جنازة حاشدة يوم 13 أغسطس 2008م، شارك فيها الآلاف من أبناء فلسطين في مدينة رام الله الفلسطينية.
أعلنت شركة تطبيق التواصل الاجتماعي «واتساب» إطلاق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص مكتوبة. وقالت الشركة المملوكة لمجموعة «ميتا بلاتفورمس» إن...
مراقب الدولة ينشر للجمهور تقريرًا حول مواضيع الذكاء الاصطناعي (AI) والأمن السيبرانيأبرز ما جاء في تقرير مراقب...
أعلنت الشبكة العربية للإبداع والابتكار عن اختيار السيد مهند شاهين رائد الأعمال والمدير الإقليمي لمنطقة...
أكد السيد فيصل فهد عامر عضو مجلس إدارة الشبكة العربية للابداع والابتكار والرئيس التنفيذي لمجموعة عونك و...
بنك هبوعليم يطلق صندوق قروض خاص بقيمة 400 مليون شيكل لمساعدة المصالح في الشمال وفي جميع أنحاء البلاد أعلن بنك هبوعليم عن إطلاق صندوق قروض خاص بقيمة 400 مليون شيكل...
نحتفل ونستعد للكريسماس في عوفر جراند كنيون حيفا *معرض خاص يشمل فعاليات وأكشاك...
نردين سروجي، مي دعاس، سومة قعدان، وسناء فرح بشارة يتألقن في معرض "آلام الولادة"...
بازار "شيتي ماركت" يعود إلى يافا: أكبر بازار نسائي في المدينة! تستعد جمعية "عروس...
أعلنت شركة تطبيق التواصل الاجتماعي «واتساب» إطلاق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص مكتوبة. وقالت الشركة المملوكة لمجموعة «ميتا بلاتفورمس» إن...
مراقب الدولة ينشر للجمهور تقريرًا حول مواضيع الذكاء الاصطناعي (AI) والأمن...
أعلنت الشبكة العربية للإبداع والابتكار عن اختيار السيد مهند شاهين رائد الأعمال...
أكد السيد فيصل فهد عامر عضو مجلس إدارة الشبكة العربية للابداع والابتكار والرئيس...