اغلاق
 

هذه هي رسالة أنشاد نحّاس، مهندسة الغذاء، للنساء في يومهنّ

Wazcam, تم النشر 2023/03/02 11:16

شهر آذار هو شهر مميّز، نحتفل به جميعًا بالمرأة العزيزة على قلوبنا: الأم، الأخت، الجدّة، الإبنة، الحبيبة أو حتّى الصديقة. وتزامنًا مع حلول يوم المرأة، قرّرنا أن نختار أنشاد نحّاس، كامرأة وأم عاملة في إحدى أكبر الشركات في البلاد ومن المجتمع العربي، لنسمع منها عن أحلامها وطموحاتها، عن كونها أمًّا عاملة، عن مسيرتها المهنية، كونها العربية الوحيدة في القسم الذي تعمل به، وكيفيّة شقّها للطريق نحو الوظيفة التي تعمل بها بشغف والتزام.  

 

 

إليكم ما ورد في المقابلة التي أجريناها مع أنشاد:

هلا أخبرتنا عن نفسك؟ وكيف بدأت مسيرتك المهنيّة؟

أنا أنشاد نحّاس من معلوت - ترشيحا، 33 عامًا، متزوّجة وأم لولدين، سام ورام (10 و6 سنوات). تعلّمت هندسة بيو-تكنولوجيا في كليّة اورط براودا. قبل 7 سنوات ابتدأت مسيرتي المهنية في مجال تطوير وصناعة الغذاء وأعمل اليوم في شتراوس في تطوير منتوجات الحليب كخبيرة في تكنولوجيا الغذاء، وأعشق الفن والرسم.

بدأت مسيرتي في "Startup" وعملت في قسم الإنتاج والجودة، وتحويل المنتج من المراحل المختبرية إلى المراحل الإنتاجيّة. ثمّ في شركة أخرى كمُطوّرة لطعمات الشاي والأعشاب لمدّة عام، من خلالها استطعت تطوير عدة منتوجات جديدة التي تصدرت للسوق. أستطيع القول إنني حقًا أشعر بالفخر والاعتزاز عندما أرى المنتجات التي قمنا بتطويرها على الرّفوف.

 

كيف بدأت العمل في شتراوس ولماذا فيها بالذّات؟

عملت فترة ما في شركة محالب لإنتاج الأجبان، التي تتعاون مع شركة شتراوس كتقنيّة غذاء وإنتاج، ومن خلالهم تعرّفت على مجموعة شتراوس، عن طريق المنتج "נשנושי גבינה" من شتراوس الذي عملت على تطويره. 

 

عندما نتحدّث عن تطوير المنتج، ماذا يدور هناك؟ وماذا يشمل ذلك؟

في عملية تطوير المنتج نبدأ من الصفر، أي من التفكير في مكوّناته، طريقة إنتاجه، بناء وصفة خاصّة وصولًا إلى رؤياه للنور. مثلًا إذا كنا نتحدّث عن منتجات أجبان أو حليب، فعليّ أن أتواجد كمرافقة لسيرورة العمل من بدايته وحتى نهايته، من حيث المكوّنات والكمّيات والالتزام بمعايير المراقبة والتنظيم، أن أعرف أيّ المنتجات يجب أن أضيف إليها مواد حافظة وأيّها لا، اختيار المواد التي ستمنح المنتج ثباتًا أو نسيجًا معيّنًا، تطوير الطعم حتى يصبح ألذّ وأطيب، ونقل هذه الكميّة الصغيرة التي طوّرناها في المختبر، للمرحلة التالية ألا وهي الإنتاج بكمّيات كبيرة. 

 

كيف توفّقين ما بين الحياة المهنية والعائلية؟

كامرأة وكأم لطفلين، لم يكن الأمر سهلًا أبدًا. في فترة التعليم كنت أمًّا، فواجهت الكثير من الصعوبات خاصةً توزيع وملاءمة أوقاتي ما بين بيت وأولاد ودراسة. كذلك الأمر في مجال عملي السابق وفي عملي اليوم في شركة "شتراوس"، فالتحدّيات كثيرة. مبنى الوظيفة غير سهل ولا أعتقد أن كل أم أو امرأة تكون على استعداد أن تختار لنفسها نفس المسار.  أواجه الكثير من التحدّيات والكثير من التضحيات والأولويات التي عليّ أن أختار من بينها، الأمر الذي قد يجلب بعض الضغوطات النفسية.  كأمّهات، علينا أن نوفّق ونوازن وأن نشعر بشكل جيّد تجاه أنفسنا. إحدى الطرق التي أتّبعها حتى أوازن بين الأمور هي إجادة تقسيم الوقت، فهذا عامل مهم جدًا للنجاح: بناء برنامج يومي، تسجيل الأولويات والمهام بطريقة صحيحة. من ناحية أخرى، وجودي في البيت ليس كافيًا كما أريد، وأنا على علم بذلك، فمن تدخل هذا المجال تعرف أن هذا الأمر هو جزء من العمل. أحيانًا أتمنّى لو أنّ الوظيفة بأقلّ ساعات، لكنّني في النهاية أحبّ عملي وأنجح به.

 

نحن نعرف أن حوالي 20% من العاملين في شتراوس هم من المجتمع العربي. كيف تصفين ذلك؟ 

كالعربية الوحيدة بين طاقم المهندسين في قسم بناء وتطوير المنتجات في شتراوس، أؤكّد أنني لم اواجه أي تمييز من قبل الشركة، بل على العكس تمامًا، لقد ضمّوني قبل 7 أشهر إلى الشركة بأفضل طريقة، احتووني واستوعبوني ويأخذون رأيي المهني كلّما تطلّب الأمر بشكل عادل ومتساوٍ. جميعنا في شتراوس، عربًا ويهودًا، رجالًا ونساءً، نشعر وكأننا في البيت وعائلة واحدة، وهذا غير مفهوم ضمنًا في مكان عمل كبير كهذا.

 

أين ترين نفسك بعد خمسة أو عشرة أعوام؟

آمل أن أجد نفسي في المكان الذي أطمح إليه، أن أتقدّم وأترقّى في مهنتي. ليس من السهل التقدّم في شركة كبيرة خاصةً لأن هناك أفضليّة للعمال ذوي الأقدميّة، لكن كلّي أمل أن أحقّق ما أصبو إليه.

 

ما هي رسالة أنشاد نحّاس للنساء في شهر المرأة؟

أقول لكل امرأة: امنحي وقتًا لنفسك وقومي بالأمور التي تحبّين أن تفعليها، في نطاق العمل أو خارجه، مع الأصحاب والعائلة، فمن هناك نحن نشحن طاقاتنا. كنساء وأمهات علينا أن نبحث عن الأمور التي تعطينا هذه الطاقة كي نستمرّ، حتى وإن كانت بأبسط الأمور، فهي جزء مهم جدًا لنوفّر الطاقة لعائلاتنا ولأنفسنا. 

 

وما هي رسالتك للنساء اللواتي يطمحن للوصول إلى مناصب رفيعة في شركات كبيرة؟

من المهم جدًا أن نكون واثقات بأنفسنا، في وظيفتنا وعند تنفيذ مهامنا، فبهذه الطريقة نؤثّر على البيئة التي حولنا. عندما تكونين واثقة من نفسك ومتأكّدة أن ما تفعلينه هو الأمر الصائب، تجتهدين وتمنحين من وقتك وطاقتك وجهدك وذكائك في العمل، كوني متأكّدة أنك سوف تصلين يومًا إلى كل ما تطمحين إليه. بغض النظر عن كونك عربيّة أم يهودية، عبّري عن نفسك دائمًا في العمل واتخذي القرارات بطريقة مهنيّة، لا تتأثّري بالآخرين واستمرّي في مسيرتك بكل ثقة.

heightقد يهمك ايضا