Wazcam, تم النشر 2025/10/02 14:06
كشف تقرير لمجموعة مراقبة، الأربعاء، أنّ محتالين أنفقوا عشرات ملايين الدولارات على إعلانات سياسية عبر منصات "ميتا"، مستخدمين مقاطع فيديو مزيّفة بتقنية "ديب فايك" لسياسيين أميركيين، من بينهم الرئيس دونالد ترامب، للترويج لمساعدات حكومية وهميّة تستهدف خصوصًا كبار السن.
وأوضح التقرير الصادر عن مجموعة "تيك ترانسبارنسي بروجكت" أنّها رصدت 63 معلنًا محتالًا أنفقوا معًا 49 مليون دولار على إعلانات عبر فيسبوك وإنستغرام، ركّزت بشكل خاص على كبار السن، عبر الترويج لشيكات دعم وهمية، وبطاقات إنفاق حكومي، ومدفوعات رعاية صحية غير موجودة.
وبحسب التقرير، وصلت هذه الإعلانات إلى عشرات آلاف المستخدمين، مستغلّين فيها تطوّر تقنيات الذكاء الاصطناعي، والارتباك العام المحيط بوضع برامج شبكة الأمان الاجتماعي في الولايات المتحدة، إضافة إلى تراخي سياسات الإشراف على المحتوى لدى شركة ميتا.
وأشار التقرير إلى أنّ "ميتا تسمح بهذه النشاطات، رغم أنّها تحظر عمليات الاحتيال وتؤكّد أنّها تستثمر في مكافحتها لحماية المستخدمين". ولم ترد الشركة فورًا على طلب وكالة فرانس برس للتعليق.
ونقل التقرير عن شركة ميتا قولها إنّها ستواصل "الاستثمار في بناء دفاعات تقنية جديدة"، في وقت "يواصل فيه المحتالون تطوير أساليبهم للتهرّب من الرصد والمراقبة".
وبموجب قواعد "ميتا"، يتعيّن على أي معلن يرغب في نشر إعلانات سياسية داخل الولايات المتحدة، الخضوع لإجراءات تحقّق خاصة، تشمل تقديم بطاقة هوية رسمية وعنوان بريدي أميركي.
لكن، بحسب مجموعة المراقبة، فإنّ المعلنين الـ63 تمكّنوا من نشر أكثر من 150 ألف إعلان سياسي خلال الـ12 شهرًا الماضية، قبل أن تتم إزالتها لمخالفتها سياسات الشركة. ومع ذلك، فإنّ ما يقارب نصفهم واصلوا نشر الإعلانات حتى يوم الثلاثاء.
وأشار التقرير إلى أنّ "ميتا" عطّلت 35 حسابًا إعلانيًّا، لكن بعد أن كانت قد نشرت عشرات وربما مئات الإعلانات، بينما أنفق ستة من هذه الحسابات أكثر من مليون دولار لكلّ منها قبل تعطيلها.
وأوضحت المجموعة أنّ أحد المعلنين، يُدعى "ريليف إيليجيبيليتي سنتر" (مركز أهلية الدعم)، بثّ في نيسان/أبريل وأيار/مايو إعلانًا عبر منصّات ميتا تضمّن مقطع ديب فايك للرئيس ترامب، يعد فيه الأميركيين كذبًا بالحصول على شيكات دعم مالي.
وكان الإعلان مستندًا إلى خطاب حقيقي ألقاه ترامب في حديقة البيت الأبيض، لكنّ كلماته في الفيديو لم تكن مطابقة للنص الرسمي.
ووجّه الإعلان المستخدمين إلى موقع إلكتروني يزعم أنّه يقدّم "شيكًا مجانيًّا بقيمة 5000 دولار من ترامب"، مستهدفًا رجالًا ونساءً فوق سن 65 عامًا في أكثر من 20 ولاية أميركية، بحسب ما جاء في التقرير.
ويُحذّر خبراء التحقّق من المعلومات منذ سنوات من هذا النوع من العروض الوهمية المتعلّقة بشيكات الدعم، التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتستهدف الفئات الضعيفة.
وتُبرز هذه النتائج مدى تفشّي عمليات الاحتيال عبر الإنترنت، في وقت تُظهر فيه استطلاعات الرأي أنّ عددًا متزايدًا من البالغين الأميركيين يتعرّضون لعمليات نصب أو انتحال هوية.
وفي آب/أغسطس، أفادت لجنة التجارة الفدرالية بأنّها رصدت زيادة بأكثر من أربعة أضعاف منذ عام 2020 في شكاوى المسنّين الذين خسروا 10 آلاف دولار أو أكثر، وأحيانًا مدّخراتهم كاملة، بسبب محتالين انتحلوا صفة وكالات حكومية أو شركات موثوقة.