أصدرت سلطة الابتكار تقريرها السنوي الذي يستعرض صورة الوضع حول قطاع الهايتك في إسرائيل لعام 2025. ويتضمن التقرير آخر المعطيات المتعلقة بقطاع الهايتك واستعراض لكافة الاتجاهات التي يشملها هذا القطاع مقارنة مع أعوام سابقة. ويظهر التقرير لهذا العام ثباتا لقطاع الهايتك في مواجهة التحديات المستمرة سواء من حيث الناتج المحلي الإجمالي للهايتك الذي بقي دون تغيير تقريبًا لمدة عامين، والذي يُشكل %17 من الناتج الإجمالي، كما أن الحصة النسبية الاجمالية للموظفين العاملين في قطاع الهايتك من النسبة الكلية للموظفين والعاملين في الاقتصاد تعاني من ركود، مع انخفاض بنسبة 6.5% في عدد الموظفين العاملين في مجال البحث والتطوير في الهايتك. بالإضافة إلى ذلك، سُجّل انخفاض كبير في تمويل صناديق رأس المال الاسرائيلية ذات المخاطرة، وفي عدد الشركات الناشئة الجديدة. بالمقابل، يستمر الانتعاش في تمويل الشركات الناشئة الإسرائيلية، حيث يُعتبر الربع الثاني من عام 2025 هو الأعلى منذ عام 2022، ومن المتوقع أيضًا أن يكون عام 2025 عامًا قياسيًا في عدد صفقات البيع (Exits) في قطاع الهايتك الإسرائيلي.
ومن أهم النقاط الرئيسية للتقرير:
• الناتج المحلي الإجمالي للهايتك: حوالي 317 مليار شيكل في عام 2024 (%17 من الناتج المحلي الإجمالي
الإسرائيلي) - وهو رقم لم يتغير تقريباً على مدار عامين متتاليين.
• التوظيف: 403 ألف موظف يعملون في الهايتك خلال النصف الأول من عام 2025 (%11.5 من إجمالي القوى العاملة)، بزيادة طفيفة مقارنة بعام 2024 حيث بلغ عدد الموظفين في القطاع 391 ألف شخص. منذ عام 2021،
تشهد نسبة الموظفين العاملين في الهايتك من إجمالي الموظفين في الاقتصاد حالة من الركود. كما انه في النصف
الأول من عام 2025، سُجِّل أيضًا انخفاض بنسبة %6.5 في عدد الموظفين العاملين في وظائف البحث والتطوير
مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2024.
• نسبة النمو في التوظيف: انخفاض إلى أقل من %2 في المعدل السنوي منذ عام 2023، مقارنة بأكثر من %5
في معظم سنوات العقد الماضي.
• صادرات الهايتك: بلغت صادرات الهايتك 78 مليار دولار في عام 2024 (بزيادة %5.6 مقارنة بعام 2023).
اما في النصف الأول من عام 2025، بلغت حصة الهايتك من إجمالي الصادرات %57، وهي النسبة الأعلى
التي يتم تسجيلها. وفيما يتعلق بتصنيف الصادرات فكانت على النحو التالي، %72 خدمات برمجيات و%28
صناعة هايتك. يُذكر أن إجمالي صادرات صناعة الهايتك في حالة ركود منذ حوالي عقد من الزمان. من المهم
الإشارة إلى أن %6.6 فقط من صادرات الهايتك الإسرائيلية معرضة لـ "رسوم ترامب الجمركية"، لذا فإن
المخاطر تعتبر منخفضة نسبيًا.
• الاستثمارات في الشركات: عادت عمليات جذب رؤوس الأموال للشركات الناشئة الإسرائيلية إلى مستويات
2019-2020. وقد احتلت إسرائيل المرتبة الخامسة عالميًا كمركز للهايتك في عام 2024، مع استثمارات بلغت
10.6 مليار دولار، بعد سان فرانسيسكو، ونيويورك، ولندن، وبوسطن. في حين ان مجالات الاستثمار بقيت
متشابهة، حيث تم توجيه 3 من كل 5 دولارات جرى جمعها في عام 2025 إلى قطاع الأمن السيبراني أو
برمجيات المؤسسات.
• صفقات البيع (Exits): هذه هي السنة الثانية على التوالي التي تشهد ارتفاعًا في قيمة صفقات البيع لشركات
الهايتك الإسرائيلي، حيث من المتوقع أن يكون عام 2025 عامًا قياسيًا على الإطلاق في عدد وقيمة صفقات
البيع.
• صناديق رأس المال ذات المخاطرة: تم تسجيل انخفاض كبير بنسبة %80 في رأس المال الذي جمعته صناديق
رأس المال الاسرائيلية ذات المخاطرة في عام 2024 مقارنة بالذروة المسجلة في عام 2022، بالإضافة إلى
انخفاض في معدل حجم الصندوق في الأعوام 2023-2025 مقارنة بالأعوام 2017-2022. الانخفاض في
تمويل صناديق رأس المال في إسرائيل ذات المخاطرة تعتبر أشد وأكثر حدة مما هو عليه في الولايات المتحدة
وأوروبا.
• المبادرات الريادية الجديدة: في عام 2024، تأسست حوالي 500 شركة ناشئة فقط مقارنة بأكثر من ألف شركة
قبل عقد من الزمان.
• مجال التقنيات العميقة (Deep-tech): يوجد في إسرائيل حوالي 1500 شركة تقنية عميقة نشطة، والتي جمعت
منذ عام 2019 حوالي 28.6 مليار دولار - وهو ما يمثل %35 من إجمالي رأس المال الذي تم جمعه لشركات
الهايتك الإسرائيلية. ويضع هذا الرقم إسرائيل في المرتبة الأولى عالميًا خارج الولايات المتحدة من حيث جمع
رأس المال لشركات التقنية العميقة. تأتي الاستثمارات في شركات التقنية العميقة الإسرائيلية من حوالي 300-
400 صندوق رأس مال مختلف ذات مخاطرة في كل عام، ربعها تقريباً إسرائيلي. يذكر انه في العقد الماضي،
سُجِّل ما معدله 28 صفقة بيع للشركات التقنية العميقة كل عام، بمعدل حوالي 220 مليون دولار لكل صفقة. في
عام 2024، سُجّلت 17 صفقة بيع فقط. في عام 2024، تخرّج حوالي 6000 طالب أكاديمي بألقاب متقدمة في
تخصصات التكنولوجيا العميقة، وهو ما يمثل ثلث إجمالي خريجي الألقاب المتقدمة. من بينهم حوالي 5000 خريج بدرجة لقب ثاني و1000 خريج بدرجة دكتوراه. حوالي ثلث الخريجين هم في تخصصات الطب وعلوم الأحياء،
وحوالي %20 في علوم الحاسوب، والهندسة الكهربائية، والرياضيات.
تفصيل المعطيات
هذا وقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي للهايتك الإسرائيلي في عام 2024 حوالي 317 مليار شيكل، وهو ما يمثل %17 من الناتج المحلي الإجمالي. لم يتغير هذا الرقم تقريبًا منذ عام 2023 (315 مليار شيكل)، مما يشير إلى ركود مستمر منذ عامين. ففي حين كان الهايتك في السابق يعتبر محركًا واضحًا للنمو الاقتصادي، فإن معدل نموه اليوم أقل من معدل نمو الاقتصاد ككل.
ويعبر التوظيف في قطاع الهايتك عن اتجاه مشابه اذ انه في النصف الأول من عام 2025، بلغ عدد الموظفين في القطاع حوالي 403 آلاف عامل، أي %11.5 من إجمالي الموظفين في الاقتصاد. ومع ذلك، انخفض عدد الموظفين في وظائف البحث والتطوير بنسبة %6.5 مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي. بالإضافة إلى ذلك، ومنذ عام 2023، انخفض معدل الزيادة في عدد الموظفين إلى أقل من %2 سنويًا، مقارنة بمعدل بقي أعلى من %5 في معظم سنوات العقد الماضي. وهذا يعني أن الهايتك، الذي كان في السابق يقود النمو في التوظيف، يعاني اليوم من ركود.
الصادرات
مقابل ذلك، تواصل حصة الهايتك في الصادرات نموها. ففي عام 2024، بلغت صادرات الهايتك ما مجموعه 78 مليار دولار، بزيادة قدرها %5.6 مقارنة بعام 2023. وفي النصف الأول من عام 2025، وصلت حصة الهايتك إلى %57 من إجمالي الصادرات الإسرائيلية، وهو أعلى رقم يُسجل على الإطلاق.
وتشير نوعية الصادرات إلى اتجاه واضح: %72 من الصادرات هي من خدمات البرمجيات، مقابل %28 من الصناعات كثيفة المعرفة. هذا يعني أن إسرائيل تعتمد بشكل متزايد على تصدير خدمات البرمجيات، بينما تشهد صناعة الهايتك (التي تشمل أيضًا الصناعات الدفاعية) ركودًا نسبيًا. وللمرة الأولى، يعرض التقرير تقديرًا لمدى ضعف الصادرات: %6.6 فقط من صادرات الهايتك معرضة لـ "رسوم ترامب الجمركية"، وهو ما يوضح حساسية الاقتصاد للتغيرات في سياسات التجارة العالمية.
الاستثمارات في الشركات الناشئة
من الناحية الإيجابية، تُظهر الاستثمارات في الشركات الناشئة الإسرائيلية انتعاشًا: ففي عام 2024، عادت عمليات التمويل إلى المستويات التي شهدتها الأعوام 2019-2020. كما يستدل أيضا ان إسرائيل حافظت على مكانتها كخامس أكبر مركز لجمع رأس المال في العالم لشركات الهايتك، بعد سان فرانسيسكو، ونيويورك، ولندن، وبوسطن.
مع ذلك، يُشار الى وجود احتكار لافت في مجالات الاستثمار: فمن بين كل 5 شواقل تم جمعها في عام 2025، 3 شواقل وُجهت إلى الأمن السيبراني أو البرمجيات المؤسسية. وهذا يعني قلة التوزيع في مجالات التكنولوجيا الجديدة، وهو ما يُعد علامة على تراجع تنوع الابتكار.
صناديق رأس المال ذات المخاطرة
يستمر الاتجاه المقلق أيضًا في صناديق رأس المال ذات المخاطرة، ففي الأعوام 2023-2025، كان هناك انخفاض كبير في معدل حجم الصندوق في إسرائيل مقارنة بالأعوام 2017-2022. بينما بلغ معدل حجم الصندوق حوالي 90 مليون دولار في فترات الذروة، انخفض المعدل في السنوات الأخيرة إلى ما بين 60 و65 مليون دولار فقط.
يُذكر ان هذا الانخفاض في إسرائيل يعتبر أشد من الولايات المتحدة وأوروبا، حيث سُجلت هناك انخفاضات، ولكن ليس بهذا الحجم.
صفقات البيع (Exits)
في النصف الأول من عام 2025، سُجّلت أكبر صفقة استحواذ في تاريخ الهايتك الإسرائيلي، حيث استحوذت شركة جوجل على شركة Wiz الإسرائيلية مقابل حوالي 32 مليار دولار. وبناءً على ذلك، من المتوقع أن يكون عام 2025 عامًا قياسيًا في قطاع الهايتك الإسرائيلي من حيث قيمة صفقات البيع والاستحواذ.
في عام 2024، تمت أكثر من 100 صفقة بيع لشركات هايتك إسرائيلية خاصة بقيمة تبلغ حوالي 12 مليار دولار. وتمثل هذه الأرقام زيادة في عدد الصفقات مقارنة بعام 2023، حيث سُجّلت 85 صفقة بقيمة حوالي 5.6 مليار دولار. إن المبلغ الذي تم به شراء شركات التكنولوجيا الإسرائيلية الخاصة في عام 2024 هو الأعلى الذي سُجل في العقد الذي سبق ذلك العام، وكان مشابهًا للمبلغ المسجل في عام 2021. ومع ذلك، فإن عدد الصفقات في السنوات الأخيرة، منذ عام 2023، أقل من المعدل السنوي الذي سُجل في الأعوام 2015-2022، والذي كان يبلغ حوالي 140 صفقة سنويًا.
مبادرات جديدة
تشير المعطيات المتعلقة بالمبادرات الجديدة في الهايتك إلى اتجاه تنازلي طويل الأمد. ففي عام 2024، تأسس في إسرائيل حوالي 500 شركة ناشئة فقط، مقارنة بـ 622 في عام 2023 وأكثر من ألف شركة قبل عقد من الزمان. وهذا يعني أن عدد الشركات الجديدة انخفض بأكثر من النصف في غضون عقد واحد.
بالإضافة إلى ذلك، تم تأسيس غالبية الشركات الناشئة الجديدة للهايتك في مجالات تتميز بالفعل بالاحتكار الواضح مثل: البرمجيات المؤسسية، والتكنولوجيا المالية (Fintech)، والتجارة عبر الإنترنت، والأمن السيبراني، التي تشكل بالفعل جوهر نشاط الشركات الناشئة الإسرائيلية، وليس في مجالات حديثة أخرى.
يوجد في إسرائيل حوالي 1500 شركة فاعلة في مجال التكنولوجيا العميقة. من بينها، توجد حوالي 1000 شركة في مراحل التمويل الأولية وجمعت ما يصل إلى 15 مليون دولار. كما أن جزءاً من شركات التكنولوجيا العميقة وصل إلى مراحل أكثر تقدماً: 120 شركة جمعت بالفعل أكثر من 100 مليون دولار، و39 شركة وصلت إلى حالة "يونيكورن" (Unicorn) او شركات تزيد مبيعاتها عن 100 مليون دولار.
منذ عام 2019، جمعت شركات التكنولوجيا العميقة الإسرائيلية 28.6 مليار دولار، وهو ما يمثل حوالي %35 من إجمالي رأس المال الذي تم جمعه في قطاع الهايتك الإسرائيلي. ويُظهر توزيع الاستثمارات ما يلي:
• 15.3% من الاستثمارات وُجهت لشركات التكنولوجيا العميقة في مجال الأجهزة الطبية.
• 11.9% لشركات التكنولوجيا العميقة في مجال البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. %10.5 لشركات التكنولوجيا
العميقة في مجال الأدوية والتقنيات الحيوية.
• 9.8% لشركات التكنولوجيا العميقة في مجال الرقائق
خلاصة القول، تشير المعطيات إلى قطاع يعاني من ناحية من الركود في الناتج والتوظيف، ومن ناحية أخرى انتعاشاً وريادة عالمية في الاستثمارات وتحقيق أرقاماً قياسية في الصادرات. وإلى جانب التحديات (بما في ذلك الانخفاض في انشاء الشركات الجديدة وفي صناديق رأس المال ذات المخاطرة، والحد من تنوع المجالات، وتراجع صناديق الاستثمار النشطة في التكنولوجيا العميقة)، يواصل الهايتك الإسرائيلي دوره كركيزة للاقتصاد الإسرائيلي، مع صادرات تصل إلى %57 من إجمالي الصادرات، وريادة عالمية في الاستثمارات بشكل عام، وتحديداً فيما يتعلق بالناتج المحلي الإجمالي.
الوزيرة غيلا غمليئيل، وزيرة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا تطرقت الى معطيات هذا التقرير وقالت: "حتى في السنوات الصعبة، التي تخوض فيها إسرائيل حرباً على سبع جبهات وتواجه معاداة السامية العالمية، يُثبت الابتكار الإسرائيلي قوته ويستمر في تجاوز الحدود. حقيقة أننا قد نمونا في عدد صفقات البيع (الاكزيت)، بالإضافة الى اننا نقود مجال التكنولوجيا العميقة (ديب تيك)، ونواصل ابتكار أفكار رائدة هي أكبر دليل على قوتنا الإبداعية والبشرية. واجبنا هو الاستمرار في الاستثمار في رأس المال البشري، وتعزيز البحث والتطوير، وتقوية التعاون الدولي، حتى لا تحافظ إسرائيل على تفوقها فحسب، بل تقف أيضًا في طليعة الابتكار والنمو العالمي في العقد القادم".
وعقب د. ألون ستوفل، رئيس سلطة الابتكار الإسرائيلية تعقيبا على هذه المعطيات وقال: "قطاع الهايتك الإسرائيلي يمر بتغيرات مختلفة وتوجهات مختلطة. فمن ناحية، نرى ثباتاً استثنائيًا في ظل واقع جيوسياسي واقتصادي معقد وغير مسبوق لدولة يعتمد اقتصادها على التكنولوجيا والصناعة المتقدمة. اذ يتجلى هذا الصمود، في انتعاش التمويل لشركات الهايتك التي تتواجد في الجولات المتقدمة من جمع رأس المال وثباتاً في المكانة المرموقة التي تحتلها إسرائيل بين مراكز الابتكار العالمية. لكن من ناحية أخرى، تشير المعطيات إلى توجه مقلق يتعلق بالتباطؤ في التوظيف والمبادرات. مع العلم أن إسرائيل تتمتع بقدرات متقدمة وقيمة مضافة كبيرة في المجالات التكنولوجية التي تعتبر في طليعة المعرفة العالمية، مثل الرقائق والتقنيات الكمومية، والأجهزة الطبية. فمن خلال سلسلة من الخطوات مبتكرة، وعلى ضوء التغيرات العالمية المتعلقة بالنظرة إلى التكنولوجيا كعنصر حاسم في ضمان الأمن القومي، يجب علينا المبادرة لخطوات عميقة، بالتزامن مع التعاون الدولي مع حلفائنا في أطر مختلفة ومتنوعة. نحن ملتزمون بمواصلة ضمان تمكين إسرائيل من استغلال نقاط قوتها والعمل على تعزيز كافة 'عناصر القوة' في قطاعات الهايتك لديها سواء في مجال التقنيات العميقة، والذكاء الاصطناعي، والابتكار العلمي، للحفاظ على ميزة تنافسية حتى في العقد القادم."
اما درور بين، المدير العام لسلطة الابتكار فتطرق الى هذه المعطيات وقال: "يكشف عام 2025 عن القصة المزدوجة للهايتك الإسرائيلي: فمن جهة، ترسخ إسرائيل مكانتها كمركز عالمي للتقنيات العميقة، الثاني بعد الولايات المتحدة في العالم الغربي، مع أكثر من 1500 شركة فاعلة وحصة تزيد عن ثلث إجمالي رأس المال المستثمر في الهايتك المحلي. عمليات التمويل المثيرة للإعجاب في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الكمومية تضعنا في الصف الأول من الابتكار العالمي. ومن ناحية أخرى، يشير التقرير إلى توجهات مقلقة: الناتج المحلي الإجمالي للهايتك في حالة ركود منذ عامين، وعدد موظفي البحث والتطوير يتقلص، وحجم ريادة الأعمال الجديدة منخفض مقارنة بالعقد الماضي، كما أن عمليات تمويل صناديق رأس المال ذات المخاطرة تتراجع. هذه ليست معطيات هامشية، بل هي مؤشر على مخاطر نتعامل معها بكل جدية. بموازاة ذلك، نشهد في العالم تحولًات في نمط التفكير في هذا المجال، اذ ان حكومات عديدة تستثمر مئات المليارات، وتصبح لاعبا مباشراً في التكنولوجيا، وبالتالي تساهم مباشرة في تصميم مكانتها الوطنية في مجالات مثل الرقائق الالكترونية، والذكاء الاصطناعي، والطاقة. يجب على إسرائيل أن تتعامل مع هذه التغييرات حتى لا تفقد تفوقها النسبي. إنها لحظة حاسمة، فقط خطوة استراتيجية واسعة، تجمع بين السياسة العامة والاستثمارات الخاصة، ستضمن أن تكون إنجازات اليوم أساسًا متيناً للنمو والريادة في السباق الذي يحدد اقتصاد المستقبل".
الى جانب هذا التقرير السنوي، مرفق هذا العام أيضًا تقرير التكنولوجيا العميقة (Deep-tech) الذي أعدته شركة DealRoom، وفيما يلي أهم معطياته:
المعطيات الرئيسية
نقاط القوة: تتميز إسرائيل بمتانة خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي والأجهزة الطبية. وقد قاد هذان المجالان من حيث حجم جمع رأس المال ومن حيث خلق القيمة للشركات.
التوزيع العالمي: في مجال الأمن السيبراني، تتصدر إسرائيل بحصة تزيد عن %20 من الاستثمارات العالمية في شركات التكنولوجيا العميقة الموجهة للشركات الإسرائيلية. وفي مجالات الأجهزة الطبية والتقنيات الزراعية الغذائية (AgriFood)، تمتلك إسرائيل حوالي %9-10 من الاستثمارات.
شركات اليونيكورن: يوجد في إسرائيل 39 شركة يونيكورن (شركات تصل قيمتها الى ما يقارب مليار دولار) وشركات قنطور (أي الشركات التي تزيد مدخولاتها عن 100 مليون دولار) في مختلف مجالات التكنولوجيا العميقة، منها 6 في مجال الرقائق و5 أخرى في مجال البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
الاستثمارات والتمويل
منذ عام 2019، جمعت شركات التكنولوجيا العميقة والشركات المتخصصة بعلوم الأحياء (Life Sciences) الإسرائيلية أكثر من 28 مليار دولار، وهو مبلغ يتجاوز أي مركز آخر تم جمعه خارج الولايات المتحدة.
تأتي إسرائيل في المرتبة الخامسة عالميًا من حيث حجم استثمارات رأس المال ذات المخاطرة في شركات التكنولوجيا العميقة بشكل عام، وفي الاستثمارات للفرد على وجه الخصوص بـ 2.9 ألف دولار للفرد.
في عام 2025، سُجل ارتفاع متجدد في الاستثمارات، حيث تم بالفعل جمع أكثر من 2.5 مليار دولار حتى شهر أغسطس، مما يشير إلى نقطة تحول وعودة إلى مستويات الاستثمار التي سبقت عام 2021.
التوجهات القطاعية
البنية التحتية للذكاء الاصطناعي (AI): القطاع الذي حقق أكبر قيمة للشركات. ومع ذلك، على الرغم من حجمه، تستحوذ إسرائيل على أقل من %2 من الاستثمارات العالمية في هذا المجال.
الرقائق: حققت نتائج اقتصادية كبيرة بشكل خاص في العقد الماضي، ولكنها اليوم تُظهر عددًا قليلاً نسبيًا من الشركات الناشئة الجديدة.
الأجهزة الطبية: تجذب إسرائيل حوالي %10 من إجمالي الاستثمارات العالمية في شركات التكنولوجيا العميقة في هذا المجال، وهناك عدد كبير من الشركات الجديدة.
الزراعة الغذائية (AgriFood): تبرز إسرائيل في إنشاء شركات في مجال البروتينات البديلة، والزراعة الدقيقة، والتكنولوجيا الحيوية للأغذية، وتجذب حوالي %9 من إجمالي الاستثمارات في شركات التكنولوجيا العميقة في هذا المجال.
الكموم (Quantum): مجال صغير نسبيًا (أكثر من 10 شركات) ولكنه يتمتع بتمويل كبير واعتراف دولي. عام 2025 هو عام الذروة في مجال الكموم في إسرائيل، مع استثمارات تفوق 300 مليون دولار هذا العام وحده.
القيمة المضافة
تبلغ قيمة شركات التكنولوجيا العميقة (DeepTech) الخاصة في القطاع 119 مليار دولار، أي 15 ضعف ما كانت عليه قبل عقد من الزمن. إذا أضفنا شركات التكنولوجيا العميقة التي تم بيعها، فإن القيمة الإجمالية تصل إلى 177 مليار دولار - وقد تم تحقيق معظم هذه القيمة من قبل شركات تأسست في العقد الماضي.
الاستثمارات الأجنبية
يأتي غالبية رأس المال من مستثمرين أجانب. تنخفض حصة الاستثمارات المحلية من 35% في المراحل المبكرة إلى حوالي15% فقط في المراحل المتقدمة. بالمقارنة مع العالم، دور رأس المال الأجنبي في إسرائيل أكبر منه في أي مركز استثماري آخر تقريبًا.
صفقات البيع (Exits)
انخفض معدل صفقات البيع بشكل كبير منذ عام 2021 (حين تم العرض الأولي لبيع شركة SentinelOne بقيمة 8.9 مليار دولار). في العقد الماضي، سجلت عدة صفقات بيع كبيرة في مجالات الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، الرقائق، والأجهزة الطبية. من بين أكبر الصفقات في 2024-2025 كانت صفقة بيع شركة Run AI التي بيعت لـ Nvidia مقابل 700 مليون دولار، وصفقة بيع شركة V-Wave التي بيعت لـ Johnson & Johnson مقابل 600 مليون دولار، ثم صفقة بيع شركة Noname Security التي بيعت لـ Akamai مقابل 450 مليون دولار.
باختصار، يقدّم التقرير إسرائيل كمركز عالمي رائد للتكنولوجيا العميقة، الأول بعد الولايات المتحدة، مع نقاط قوة فريدة في الذكاء الاصطناعي، الرقائق، الأجهزة الطبية، والأمن السيبراني. يذكر ان إسرائيل تستفيد من حجم الاستثمارات المرتفع والقدرة على الابتكار المتنوعة، لكنها تعتمد بشكل كبير على رأس المال الأجنبي. قد يكون عام 2025 نقطة تحول مع عودة الارتفاع في الاستثمارات، بعد تراجع شهدته السنوات الأربع الماضية.
أصدرت سلطة الابتكار تقريرها السنوي الذي يستعرض صورة الوضع حول قطاع الهايتك في إسرائيل لعام 2025. ويتضمن التقرير آخر المعطيات المتعلقة بقطاع الهايتك واستعراض لكافة...
ستتوفر سلسلة آيفون 17 الجديدة في المتاجر الإسرائيلية في 26 سبتمبر. سيبدأ البيع المسبق على iDigital ليلة 18-19 سبتمبر،...
أطلق نظام الديجيتال الوطني لأول مرة في المنطقة الشخصية الحكومية MyGov خدمة فريدة للتذكيرات المخصّصة عبر الموقع...
أعلنت عملاقة التكنولوجيا شركة مايكروسوفت عن تعرض عدة كابلات إنترنت بحرية دولية للقطع في البحر الأحمر، مشيرة...
بيان صادر عن المتحدّث باسم شُرطة إسرائيل للإعلام العربيّ – لواء الشّمال:قائد شُرطة الشّمال يلتقي برئيس اللجنة المُعيّنة في النّاصرة لبحث تعميق التّعاون في...
مدير عام وزارة السياحة يزور بلدية الناصرةاستقبل رئيس اللجنة المعيّنة في بلدية...
أعلنت وزيرة المواصلات ميري ريغيف أمس (الثلاثاء) موافقتها على دخول شركة أوبر إلى...
بعد حوالي أسبوع من حفل الإطلاق الكبير لشركة آبل، الذي كُشف فيه النقاب عن سلسلة...
أصدرت سلطة الابتكار تقريرها السنوي الذي يستعرض صورة الوضع حول قطاع الهايتك في إسرائيل لعام 2025. ويتضمن التقرير آخر المعطيات المتعلقة بقطاع الهايتك واستعراض لكافة...
ستتوفر سلسلة آيفون 17 الجديدة في المتاجر الإسرائيلية في 26 سبتمبر. سيبدأ البيع...
أطلق نظام الديجيتال الوطني لأول مرة في المنطقة الشخصية الحكومية MyGov خدمة فريدة...
أعلنت عملاقة التكنولوجيا شركة مايكروسوفت عن تعرض عدة كابلات إنترنت بحرية دولية...